الجنة والنار جعل الله سبحانه وتعالى الجنّة والنّار مصائر النّاس بعد انتهاء أجل هذه الحياة الدّنيا، وانتهاء فترة الاختبار الإلهي لعباده، فمن نجح في هذا الاختبار وأدرك غاية الله في خلقه وهي عبادة الله تعالى وعدم الإشراك به شيئاً، وسخّر عمله وجهده في الحياة الدّنيا من أجل إصلاح نفسه وتهذيبها وفق المنهج الذي ارتضاه الله تعالى للنّاس، كان من الفائزين بجائزة الله لعباده المتّقين وهي الجنّة، أمّا من ابتعد عن الصّراط في الدّنيا بالإشراك بالله تعالى أو نُكران شريعته وجحود رسالاته كان من المستحقّين لعذاب الله وهو نار جهنّم.
قد تضمنّت سور القرآن الكريم وأحاديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام أوصافًا للجنّة والنّار، وسنذكر في هذا المقال كيف تكون الجنّة، وكيف تكون جهنّم.
وصف الجنّة - وصف النّبي عليه الصّلاة والسّلام الجنّة بأنّ نعيمها لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهذا يدلّ على أنّ جنّة الرّحمن التي أعدّها الله لعباده المتّقين لا يُمكن للعقل البشري إدراكها على حقيقتها، لأنّ الله سبحانه وتعالى غرس نعيمها بيده، وجعل فيها من الطّيبات ما علمه وما لم يعلمه النّاس، وعلى الرّغم من أنّ كثيراً من أصناف النّعيم والطّيبات التي ذكرت في القرآن الكريم تتشابه في أسمائها مع ثمار أهل الجنّة ونعيمها، إلاّ أنّها تختلف عنها في الطّعم واللّون والرّائحة، ومن أوصاف الجنّة نذكر:
- أنّ بناءها كما ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام لبنة من فضّة ولبنة من ذهب، وأنّ ملاطها أي ما يكون بين لبناتها المسك الأذفر، وحصباءها اللّؤلؤ والياقوت، وتربتها الزّعفران.
- أنّ فيها الحدائق الغنّاء الخضراء التي تريح الأبصار، وتبهج القلوب.
- أنّ فيها أنهار الخمر، وأنهار اللّبن، وأنهار العسل، وأنهار الماء الصّافي الذي يروي النّفوس.
- أنّ فيها الغرف التي يتراءى ظاهرها من باطنها.
- أنّ فيها السُّرر المرفوعة، والأكواب الموضوعة، والنّمارق وهي الوسائد المصفوفة التي جُعلت من أنعم المواد من استبرق وحرير.
- أنّ فيها الوِلدان المُخلّدين الذي يسعون في خدمة المتنعّمين، وفيها كذلك الحور العين الذين هم أزواجٌ مطهّرةٌ أعدّها الله لعباده المتّقين.
وصف جهنّم جنّهم هي نارٌ تلظّى، فقد أوقد ربّ العزة نارها سنين طويلة حتّى اسودّت، وفي النّار الكلاليب التي تتخطّف العُصاة، وفيها ماءٌ من حميم يُسقى منه المعذّبون فيُقطّع أمعاءهم، وهي في عذابها درجاتٌ ومراتبٌ بحسب جُرم أصحابها، ولها سبعةٌ من الأبواب التي أعدّ الله لكلّ بابٍ منها جزءاً مقسوماً من أتباع إبليس.